اضطرابات جوية تؤجل استكشاف مصايد البرير الصغير بقاع أسراس
- aftas peche
- 19 أبريل
- 2 دقائق قراءة

شهدت منطقة قاع أسراس انطلاق عمليات استكشافية ميدانية يقودها أطر المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى جانب مهنيي القطاع، بهدف دراسة تواجد الصدفيات من نوع "البرير الصغير". وتأتي هذه الأبحاث في سياق علمي يرمي إلى تصنيف المصايد البحرية وتحديد إمكانيات الاستغلال المستدام، حيث كانت نقطة الانطلاق من قاع أسراس، على أن تشمل لاحقًا سواحل تارغة وأشماعلة وفق جدول زمني متدرج.
غير أن هذه الجهود الميدانية اصطدمت بتقلبات مناخية أربكت البرنامج البحثي، إذ أشار أحميد السرغيني، مدير تعاونية الوفاق بقاع أسراس وعضو غرفة الصيد المتوسطية، إلى أن الظروف الجوية حالت دون انطلاق الأشغال في موعدها المحدد يوم الاثنين 7 أبريل، ما اضطر الفرق إلى تأجيل بدء عمليات البحث إلى غاية الأحد 13 أبريل. وقد تمكن الفريق من تنفيذ جزء من البرنامج خلال يومي الأحد والإثنين، قبل أن تتجدد العواصف البحرية التي أجبرت الباحثين على تعليق عمليات التنقيب مؤقتًا.
ورغم هذه العراقيل الطبيعية، أظهرت النتائج الأولية مؤشرات إيجابية، حيث رصدت الفرق العلمية تواجداً كثيفاً لصدفيات "البرير الصغير" في المنطقة المستهدفة. وتم تجهيز ثلاث قوارب تابعة لتعاونية الوفاق بالمعدات والأطقم البحرية اللازمة، ما سمح بإجراء مسح أولي لعينات من هذه الصدفيات وتحديد مواقع انتشارها وأحجامها. وقد خلفت هذه النتائج ارتياحاً أولياً في صفوف مهنيي الصيد، الذين يتطلعون إلى توسيع استغلال هذا المورد البحري.
وتُعوّل الجهات المعنية، سواء العلمية أو المهنية، على هذا البرنامج الاستكشافي في تقديم معطيات دقيقة تساهم في بلورة قرارات عقلانية حول استغلال مصيدة البرير الصغير. كما يُنتظر أن تساهم المعطيات المنتظرة في توجيه السياسات المحلية نحو تنويع الموارد البحرية، خاصة في ظل تراجع مردودية المصايد التقليدية بسبب التغيرات المناخية والتدخلات البشرية العشوائية، ما يدفع الفاعلين إلى البحث عن بدائل تعزز الدينامية الاقتصادية المحلية.
ومن المنتظر أن تُستأنف عمليات التنقيب يوم الخميس 17 أبريل، شريطة تحسن الأحوال الجوية واستقرار الظروف البحرية. ويأمل مهنيو الصيد بقاع أسراس أن تثمر هذه المبادرة في تصنيف المصايد بشكل واضح، وفتح آفاق جديدة أمام استغلال مستدام لهذا النوع من الصدفيات، بما يساهم في تخفيف الضغط عن صيد "الفرني"، وتحقيق توازن بين الاستغلال المهني والحفاظ على الموارد البحرية.
Comments